للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما زال قائمًا» وقد استشكل هذا النهي من الأمر بكيل الطعام وترتيب البركة على ذلك كما تقدم في البيوع من حديث المقدام بن معد يكرب بلفظ «كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه». واجيب بأن الكيل عند المبايعة مطلوب من أجل تعلق حق المتبايعين فلهذا القصد يندب، وأما الكيل عند الإنفاق فقد يبعث عليه الشح فلذلك كره، ويؤيد ما أخرجه مسلم من طريق معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر «أن رجلًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستطعمه، فأطعمه شطر وسق شعير، فما زال الرجل يأكل منه وامراته وضيفهما حتى كاله، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لو لم تكله لأكلتم منه ولقام لكم» (١) ....

[١٧ - باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وتخليهم عن الدنيا]

٦٤٥٢ - إن أبا هريرة كان يقول: «الله الذي لا إله إلا هو، أن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع. ولقد قعدت يومًا على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر فلم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال يا أبا هر، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: الحق، ومضي ..... قال:


(١) جمع بين حديثين ... كلام طيب.
* وإعراض أبي بكر وعمر لعدم فطنتهما له، أو انه لا يوجد عندهما شيء، رضي الله عنهم أجمعين.

* الشرب قائمًا لا بأس به والقعود أفضل.