أن أصل من قرابتي. وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيه عن الخير، ولم أترك أمرً رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنعه فيها إلا صنعته. فقال عليٌّ لأبي بكر: موعدك العشية للبيعة. فلما صلى أبو بكر الظهر رقى على المنبر فتشهد، وذكر شأن عليّ وتخلُّفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه، ثم استغفر. وتشهد عليٌّ فعظَّم حق أبي بكر، وحدَّث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر، ولا إنكارًا للذي فضَّله الله به، ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبًا فاستبد علينا، فوجدنا في أنفسنا. فسرًّ بذلك المسلمون. وقالوا: أصبت وكان المسلمون إلى عليَّ قريبًا حين راجع الأمر المعروف».
[٣٩ - باب استعمال النبي - صلى الله عليه وسلم - على أهل خيبر]
٤٢٤٤، ٤٢٤٥ - عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعمل رجلًا على خيبر، فجاءه بتمر جنيب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كلُّ تمر خيبر هكذا؟ فقال: لا والله يا رسول الله، إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين بالثلاثة. فقال: لا تفعل، بِع الجمع بالدراهم، ثم ابتعْ بالدراهم جنيبًا»(١).
(١) والمعنى لا يجوز بيع التمر بالتمر متفاضلًا، وهنا يبيع التمر بالدراهم ثم يشتري بالدراهم تمرًا.