للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأحجار أحملها في طرف ثوبي حتى وضعت إلى جنبه، ثم انصرفت حتى إذا فرغ مشيت معه فقلت: ما بال العظم والروثة؟ قال: هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جنِّ نصيبين- ونِعم الجن- فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمرِّوا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طُعمًا» (١).

[٣٣ - باب إسلام أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه -]

٣٨٦١ - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لما بلغ أبا ذر مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي فأعلم لي عِلم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء، وأسمع من قوله ثم ائتني. فأنطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق (٢)، وكلامًا ما هو بالشعر. فقال: ما شفيِتَني مما أردت. فتزود وحمل شنَّة له فيها ماء حتى قدم مكة، فأتى المسجد، فالتمس النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يعرفه، وكره أن يسأل عنه، حتى أدركه بعض الليل، فرآه علىٌّ فعرف أنه غريب، فلما رآه تبعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح، ثم أحتمل قربته وزاده إلى المسجد، وظل ذلك اليوم ولا يراه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أمسى فعاد إلى مضجعه، فمر به عليٌ فقال: أما نال الرجل أن يعلم منزله؟ فأقامه، فذهب به معه، لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى إذا كان يوم الثالث فعاد عليٌ على مثل ذلك، فأقام معه ثم


(١) من أدرك النبي وآمن من الجن يسمى صحابيًا ووجه إدخالهم في مناقب الأنصار أنهم أسلموا وتبعوا فهم من الأنصار.
(٢) «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وفي اللفظ الآخر «لأتمم صالح الأخلاق» وكان ينهى عن سفساف الأخلاق ورديئها.