للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأصحابه - فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشام. قال ابن عباس فقال عمر: ادْع لي المهاجرين الأولين، فدعاهم، فاستشارهم، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام ... الحديث ... قال فجاء عبد الرحمن بن عوف - وكان متغيبًا في بعض حاجته - فقال: إن عندي في هذا علمًا، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه. قال فحمد الله عمر، ثم انصرف» (١).

قال الحافظ: ... فأخرج أحمد (٢) وابن خزيمة من حديث عائشة مرفوعًا في أثناء حديث بسند حسن «قلت يا رسول الله فما الطاعون؟ قال: غدة كغدة الإبل، المقيم فيها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف».

[٣١ - باب أجر الصابر على الطاعون]

قال الحافظ: ... قوله (صابرًا) أي غير منزعج ولا قلق، بل مسلمًا لأمر الله راضيًا بقضائه، وهذا قيد في حصول أجر الشهادة لمن يموت بالطاعون، وهو أن يمكث بالمكان الذي يقع به فلا يخرج فرارًا منه كما تقدم النهي عنه في الباب قبله صريحًا (٣).


(١) وإنما حمد الله لإصابته الوحي ومطابقته له - رضي الله عنه -، وله في ذلك مواقف كالحجاب والصلاة عند المقام وغيرها.
(٢) رواه أحمد عن يحيى بن إسحاق ويزيد بن هارون كلاهما عن جعفر بن كيسان عن عمرة عن عائشة.
(٣) وإن خرج لشيء آخر دون الفرار فلا حرج.