للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وراءه حتى دخل في الصف، فتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى بالناس، فلما فرغ أقبل على الناس فقال: يا أيها الناس، إذا نابكم شيء في صلاتكم أخذتم بالتصفيح، إنما التصفيح للنساء، من نابه شيء في صلاته فليقل سبحان الله، فإنه لا يسمعه أحد إلا التفت. يا أبا بكر، ما منعك حين أشرت إليك بم تُصلِّ بالناس؟ فقال: ما كان ينبغي لابن أبي قحافة أن يصلِّي بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم -».

٢٦٩١ - عن أنس - رضي الله عنه - قال: «قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لو أتيت عبد الله بن أُبيّ. فانطلق إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وركب حمارًا، فانطلق المسلمون يمشون معه - وهي أرض سبخة - فلما أتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إليك عنِّي، والله لقد آذاني نتن حمارك. فقال رجل من الأنصار منهم: والله لحمار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أطيب ريحًا منك. فغضب لعبد الله رجل من قومه، فشتما، فغضب لكلِّ واحد منهما أصحابه، فكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنعال، فبلغنا أنها نزلت {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١) اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}» (٢).

٢ - باب ليس الكاذب الذي يُصلح بين الناس

٢٦٩٢ - عن ابن شهاب أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن أمّه أمّ كلثوم بنت عقبة (٣) أخبرته أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ليس الكذَّاب


(١) الأنصار الذين تقاتلوا، وعبد الله منافق كافر.
(٢) وهذا مما يدخل في الآية وفيه خبث عبد الله بن أُبيّ، وقلة حيائه، ولهذا قال: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} الآية.
(٣) ابن أبي معيط، قُتل صبرًا يوم بدر كافرًا.