للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ألا تحدثني ما الذي أقدمك؟ قال: إن أعطيتني عهدًا وميثاقًا لترشدني فعلت. ففعل، فأخبره، قال: فإنه حق، وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا أصبحت فاتبَعني، فإني إن رأيتُ شيئًا أخاف (١) عليك قمت كأني أريق الماء، فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي، ففعل، فأنطلق يقفوه، حتى دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ودخل معه فسمع من قوله وأسلم مكانه. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ارجع إلى قومك (٢)

فأخبرهم حتى يأتيك أمري. قال: والذي نفسي بيده لأصرُخنَّ بها بين ظهرانيهم. فخرج حتى أتى المسجد، فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.

ثم قام القوم فضربوه حتى أوجعوه. وأتى العباس فأكبَّ عليه قال: ويلكم، ألستم تعلمون أنه من غِفار، وأن طريق تجاركم إلى الشام؟ فأنقذه منهم. ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه وثاروا إليه، فأكبَّ العباس عليه».

[٣٤ - باب إسلام سعيد بن زيد - رضي الله عنه -]

٣٨٦٢ - عن قيس قال: «سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل في مسجد الكوفة يقول: والله لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإسلام قبل أن يُسلم عمر، ولو أن أُحُدًا ارفضَّ للذي صنعتم بعثمان لكان محقوقًا أن يرفض» (٣).


(١) الخوف من المشركين، فإنهم لو علموا أنه أتى ليسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - آذوه.
(٢) قلت: ما فهم أبو ذر الوجوب؟

قال: خشي عليه الأذى أو يرتد، وأخذ أبو ذر بالقوة.
(٣) سعيد ابن عم عمر، ومعنى قوله: لو أن أحدًا تدكدك للجريمة التي فعلتموها لكان يقع.