للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء. فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام، فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موليًا، فأمر به فدُعي، فلما جاء قال: ماذا معك من القرآن؟ قال: معي سورة كذا وسورة كذا - عدَّدها - فقال: تقرؤهن عن ظهر قلبك؟ قال: نعم. قال: اذهب فقد ملَّكتكها بما معك من القرآن» (١).

[١٥ - باب الأكفاء في الدين]

٥٠٨٨ - عن عائشة - رضي الله عنها -: أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس - وكان ممن شهد بدرًا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - تبنى سالمًا، وأنكحه بنت أخيه (٢) هندًا بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة، وهو مولى لامرأة من الأنصار، كما تبنى النبي - صلى الله عليه وسلم - زيدًا، وكان من تبنَّى رجلًا في الجاهلية دعاه الناس إليه وورث من ميراثه، حتى أنزل الله {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: ٥] إلى قوله {وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: ٥] فردُّوا إلى آبائهم، فمن لم يعلم له أب، كان مولى وأخًا في الدين. فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو القرشي ثم العامري - وهي امرأة أبي حذيفة بن عتبة - النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إنا كنا نرى سالمًا ولدًا، وقد أنزل الله فيه ما قد علمت».


(١) وفيه ضعف الحال في المدينة، وقلة المال.
(٢) المقصود أن الكفاءة هي الدين والناس كلهم واحد كلكم لآدم {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} ولهذا أنكح أبا حذيفة سالما، وتزوج أسامة فاطمة.
* لا بأس أن يتزوج عربي أعجمية، وحر أصلي من حر محرر.