للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤٤٠٩ - عن عامر بن سعد عن أبيه قال: «عادني النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع من وجع أشفيت منه على الموت، فقلت: يا رسول الله، بلغ بي من الوجع ما ترى، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة لي واحدة، أفأتصدق بثُلثي مالي؟ قال: لا. قلت: أفأتصدق بشطره؟ قال: لا. قلت: فالثلث؟ قال: والثلث كثير؟ إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، ولست تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجِرت بها، حتى اللقمة تجعلها في فيّ. امرأتك قلت: يا رسول الله، أَأُخلفُ بعد أصحابي؟ قال: إنك لن تُخلَّف فتعمل عملًا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة، ولعلك (١) تُخلَّف حتى ينتفع بك أقوام ويضرَّ بك آخرون. اللهم أمض لأصحابي هجرتهم، ولا ترُدَّهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة رثى له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تُوفِّي بمكة».

[٧٨ - باب غزوة تبوك، وهي غزوة العسرة]

قال الحافظ: هكذا أورد المصنف هذه الترجمة بعد حجة الوداع، وهو خطأ وما أظن ذلك إلا من النساخ، فإن غزوة تبوك كانت في شهر رجب من سنة تسع قبل حجة الوداع بلا خلاف (٢).

٤٤١٧ - عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه قال: «غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - العسرة. قال كان يعلى يقول: تلك الغزوة أوثق أعمال عندي» قال عطاء:


(١) فسح الله له في الأجل وعاش إلى سنة ٥٦ من الهجرة ونصر الله به على الفرس وحقق الله رجاء نبيه.
(٢) الأمر واسع.