للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبا هر، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: الحق إلى أهل الصفة (١) فادعهم لي ... وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بد، فأتيتهم فدعوتهم، فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم، وأخذوا مجالسهم من البيت. قال: يا أبا هر، قلت: لبيك يا رسول الله، قال خذ فأعطهم، فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، حتى انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد روى القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إلي فتبسم فقال أبا هر، قلت لبيك يا رسول الله. قال بقيت أنا وأنت. قلت صدقت يا رسول الله، قال: اقعد فاشرب، فقعدت فشربت، فقال اشرب. فشربت، فما زال يقول: اشرب، حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق، ما أجد له مسلكًا (٢).

قال فأرني، فأعطيته القدح، فحمد الله وسمى وشرب الفضلة».

٦٤٥٣ - عن سعد قال: «إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، ورأيتنا نغزو وما لنا طعام إلا ورق الحُبلة وهذا السمر، وإن أحدنا ليضع كما تضع


(١) في رواية كانوا سبعين، فيه أن ساقي القوم آخرهم شربًا، وكذا الضائف (صاحب البيت) هذا إذا كان الشيء يسيرًا. اما إذا كان كثيرًا شاركهم لأنه كان يطعم معهم احيانًا.
(٢) يدل على جواز الشبع والري.

* هذا من آيات الله ومن دلائل المعجزة، قدح يسقي به أمة كثيرة، في بعض الروايات كانوا سبعين، ودل على أن الشرب من قعود أفضل لقوله: «اقعد فاشرب» وهذا يدل على الأفضلية.