للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤٠٤٧ - عن خباب بن الأرت - رضي الله عنه - قال: «هاجرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نبتغي وجه الله، فوجب أجرُنا على الله، ومنا من مضى أو ذهب لم يأكل من أجره شيئًا، كان منهم مصعب بن عمير قُتل يوم أحد لم يترك إلا نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غُطي بها رجلاه خرج رأسه. فقال لنا النبي - صلى الله عليه وسلم -: غطُّوا بها رأسه، واجعلوا على رجله الإذخر، أو قال: ألقوا على رجله من الإذخر. ومنا من أينعت له ثمرته، فهو يَهدبُها» (١).

٤٠٤٨ - عن أنس - رضي الله عنه - «أن عمَّه غاب عن بدر فقال: غبت عن أول قتال النبي - صلى الله عليه وسلم -، لئن أشهدني الله مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليرين الله ما أجدُّ (٢) فلقي يوم أحد فهُزم الناس فقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني المسلمين - وأبرأ إليك مما جاء به المشركون. فتقدم بسيفه، فلقي سعد بن معاذ فقال: أين يا سعد؟ إني أجد ريح الجنة (٣) دون أُحد. فمضى فقُتل، فما عُرف حتى عرفته أخته بشامة - أو ببنانه - وبه بضع وثمانون: من طعنة، وضربة ورَمية بسهم».


(١) تعجيل الطيبات يكون للمؤمن والكافر؟ يخشى، ولكن الآية في الكفار .. (بعدما سألته).
(٢) المعروف أفعل يعني ما أستطيع.
(٣) هل هو على ظاهره؟ الله أعلم. قلت: قال ابن القيم في حادي الأرواح: وريح الجنة نوعان: ريح يوجد في الدنيا تشمه الأرواح أحيانًا ولا تدركه العبارة، وريح يدرك بحاسة الشم للأبدان، كما تشم روائح الأزهار وغيرها، وهذا يشترك أهل الجنة في إدراكه من قرب ومن بُعد. وأما في الدنيا فقد يدركه من شاء الله من أنبيائه ورسله وهذا الذي وجده أنس ابن النضر يجوز أنه يكون من هذا القسم وأن يكون من القسم الأول. اهـ.