للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

امرأته ليس بشيء، وقال {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: ٢١]» (١).

٥٢٦٧ - عن عبيد بن عمير يقول «سمعت عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يمكُث عند زينب ابنة جحش ويشرب عندها عسلًا (٢)، فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - فلتقل: إني أجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير. فدخل على إحداهما فقالت له ذلك. فقال: لا بأس شربت عسلًا عند زينب ابنة جحش، ولن أعود له. فنزلت {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ - إلى إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} لعائشة وحفصة {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} [التحريم: ٣] لقوله: بل شربت عسلًا».

٥٢٦٨ - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب العسل والحلوى، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن، فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس، فغِرت، فسألت عن ذلك، فقيل لي: أهدت لها امرأة من قومها عُكة عسل، فسقتِ النبي - صلى الله عليه وسلم - منه شربة، فقلت: أما والله لنحتالن له، فقلت لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك، فإذا دنا منك فقولي: أكلت مغافير، فإنه سيقول لك: لا، فقولي له: ما هذه الريح التي أجد منك؟ .... الحديث ... قال: سقتني حفصة شربة عسل. فقالت: جرَست (٣) نحله العُرفط. فلما دار إليَّ قلت له نحو ذلك. فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك. فلما دار إلى حفصة


(١) قول ابن عباس ليس بظاهر، والتحريم هنا في العسل والجواري، وليس في الزوجات.
(٢) هذا من غيرة النساء لما شرب عندها عسلًا ظنن أنها تمتاز عنده بشيء.
(٣) رعت نحلة العرفط، والعرفط له رائحة ما هي بطيبة.