للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (١٥) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود: ١٥، ١٦] (١).

٦٤٤٣ - عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: خرجت ليلة من الليالي، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي وحده وليس معه إنسان، قال فظننت انه يكسره أن يمشي معه احد، قال فجعلت أمشي في ظل القمر، فالتفت فرآني فقال: من هذا؟ قلت: أبو ذر جعلني الله فداءك. قال: يا أبا ذر، تعال. قال فمشيت معه ساعة، فقال لي: إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة، إلا من اعطاه الله خيرًا فنفخ فيه يمينه وشماله، وبين يديه ووراءه، وعمل فيه خيرًا. قال فمشيت معه ساعة فقال لي: اجلس هاهنا، قال فأجلسني في قاع حوله حجارة فقال ليك اجلس هاهنا حتى أرجع إليك. قال فانطلق في الحرة حتى لا أراه، فلبث عني فأطال اللبث، ثم إني سمعته وهو مقبل وهو يقول: وإن سرق، وإن زنى. قال فلما جاء لم أصبر حتى قلت: يا نبي الله جعلني الله فداءك، من تكلم في جانب الحرة؟ ما سمعت أحدًا يرجع إليك شيئًا. قال ذلك جبريل - عليها السلام - عرض لي في جانب الحرة قال: بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، قلت: يا جبريل: وإن سرق، وإن زنى؟ قال: نعم. قال قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم، قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم» (٢).


(١) وهي في الكفار، وهي توجب الحذر من الشرك كله.
(٢) فيه رد على الخوارج المكفرين بالكبائر، والحديث رواه مسلم أيضًا، وغيره.