للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناس يوم القيامة قيقولون: لو استشفعنا علي ربنا حتي يُريحنا من مكاننا، فيأتون آدم فيقولون أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لنا عند ربنا. فيقول: لست هناكم، وذكر خطيئته (١)، ويقول: ائتوا نوحًا أول رسول بعثه الله. فبأتونه، فيقول: لست هناكم، وذكر خطيئته، ويقول ائتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلًا. فيأتونه فيقول: لست هناكم، وذكر خطيئته، ويقول: ائتوا موسي الذي كلمه الله. فيأتونه فيقول: لست هناكم، ائتوا محمد - صلى الله عليه وسلم - فقد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فيأتوني، فأستأذن علي ربي، فإذا رأيته وقعت له ساجدًا، فيدعني ما شاء الله، ثم يقال لي: ارفع رأسك، وسُل تُعطه، وقل يُسمع، واشفع تُشفع. فأرفع فأحممد ربي بتحميد يعمني، ثم أشفع فيحد لي حدًا، ثم أخرجهم من النار وأُدخلهم الجنة (٢). ثم أعود


(١) سئل الشيخ عن خطيئة نوح فقال: قد جاء في بعض الروايات أنها سؤال ربه إنجاء ابنه كما في قوله: {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ... } الآية.
(٢) وهذه الشفاعة الثانية، بل الثالثة، فالأولى في إراحة أهل الموقف، والثانية في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، والثالثة في إخراج بعض من في النار، وله رابعة في أبي طالب. قلت: وخامسة في رفع درجات بعض أهل الجنة، وأخذوها من حديث: «اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين». وسادسة: في عدم دخول بعض العصاة النار أصلًا.