للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله وأنا غلام حديث السن (١) وبيتي المسجد قبل أن أنكح, فقلت في نفسي لو كان فيك خير لرأيت مثل ما يري هؤلاء.

فلما اضطجعت ليلة قلت: اللهم إن كنت تعلم فيَّ خيرًا فأرني رؤيا. فبينما أنا كذلك إذ جاءني ملكان في يد كل واحد منهما مقمعة من حديد يقبلان بي إلي جهنم وأنا بينهما أدعو الله: اللهم أعوذ بك من جهنم, ثم أراني لقيني ملك في يده مقمعة من حديد فقال: لن تُراع, نِعمَ الرجل أنت لو تكثر الصلاة. فانطلقوا بي حتي وقفوا بي علي شفير جهنم, فإذا هي مطوية كطيِّ البئر, له قرون كقرون البئر, بين كل قرنين ملك بيده مقمعة من حديد, وأري فيها رجالًا معلَّقين بالسلاسل, رؤوسهم أسفلهم عرفت فيها رجالًا من قريش, فانصرفوا بي عن ذات اليمين».

قال الحافظ: ... وفي آخره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن عبد الله رجل صالح لو كان يكثر الصلاة من الليل» قال وفيه وقوع الوعيد علي ترك السنن وجواز وقوع العذاب علي ذلك (٢).

قلت: هو مشروط بالمواظبة علي الترك رغبة عنها.


(١) سِنّه تقارب العشرين أو الحادي والعشرين وكذا أنس. ورؤيا ابن عمر رؤيا عظيمة ومهولة.
- ولعل رؤيا السرقة من حرير بعد هذه الرؤيا المهولة, وفي هذا الحث علي الإكثار من الصلاة, فهي من أعظم أسباب النجاة من النار ودخول الجنة.
- وسألت شيخنا عمن قال: من أصر علي ترك الوتر ترد شهادته؟
فقال: ليس بشيء.
(٢) كل هذا ليس بجيد, والنوافل لا عذاب عليها, ففي حديث طلحة ( ... دخل الجنة إنْ صدق).