للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحرب أول ما تكون فتية ... تسعى بزينتها لكل جهول

حتى إذا اشتعلت وشبَّ ضرامها ... ولَّت عجوزًا غير ذات حليل

شمطاء يُنكر لونها وتغيرت ... مكروهة للشَّمِّ والتقبيل (١)

٧٠٩٧ - عن أبي موسى الأشعري قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى حائط من حوائط المدينة لحاجته وخرجت في إثره، فلما دخل الحائط جلست على بابه وقلت: لأكونن اليوم بواب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يأمرني. فذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقضى حاجته، وجلس على قُف البئر فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فجاء أبو بكر يستأذن عليه ليدخل فقلت كما أنت حتى أستأذن لك، فوقف، فجئت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا نبي الله، أبو بكر يستأذن عليك. قال: ائذن له وبشِّره بالجنة. فدخل، فجاء عن يمين النبي - صلى الله عليه وسلم - فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر. فجاء عمر، فقلت كما أنت حتى أستأذن لك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ائذن له وبشره بالجنة. فدخل، فجاء عن يسار النبي - صلى الله عليه وسلم - فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فامتلأ القُفُّ فلم يكن فيه مجلس. ثم جاء عثمان فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ائذن له وبشره بالجنة معها بلاء (٢)

يصيبه، فدخل فلم يجد


(١) يعني يتبين للناس أنها شر ووبال عليهم.
(٢) هي قتله وقبل ذلك حصاره - رضي الله عنه -.
البشارة: إن فتنة الرجل في أهله تكفرها الصدقة، وذلك كالسب والقول السيء وقد لا يملك نفسه بأذية جاره.

الأمر الخطير الفتن التي تموج كموج البحر هي التي لا يتبيَّن أمرها فيقع فيها من الشر والبلاء ما لا يحصيه إلا الله. وكسر الباب قتل عمر - رضي الله عنه - وقد حصل بقتله اندلاع أبواب الفتنة لا حول ولا قوة إلا بالله ويوافقه حديث: «إذا وضع السيف في أمتي لا يرفع إلى يوم القيامة». قلت: الحديث أخرجه أبو داوود (٤٢٥٢) والترمذي (٢٢٠٢) وأحمد (٤/ ١٢٣) والبيهقي (٩/ ١٨١) وغيرهم من حديث ثوبان، وأصله في مسلم (٧٢٥٨) دون قوله: «إذا وضع السيف» وصحابيه هو ثوبان لا شداد، ووهم معمر في ذكر شداد وإنما هو ثوبان، والحديث ثابت صحيح ومعنى وضع السيف: ظهرت الحروب فمتى وقعت فإنها تبقى إلى يوم القيامة، وصدق رسول الله فمنذ قتل عمر ثم قتل عثمان، والأمة في دماء والله المستعان.