للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غطى يده بكل شعرة سنة. قال: أي رب، ثم ماذا؟ قال: ثم الموت. قال: فالآن. قال فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر» (١). قال أبو هريرة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو كنتم ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر. قال وأخبرنا معمر عن همام حدثنا أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه.

٣٤٠٨ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمدًا على العالمين - في قسم يقسم به- فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين. فرفع المسلم عند ذاك يده فلطم اليهودي، فذهب اليهودي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره الذي كان من أمره وأمر المسلم، فقال: لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله» (٢).


(١) في قصة موسى هذه دلالة على عفو الله عن أنبيائه ما لا يعفو عن غيرهم؛ لمزيتهم وفضلهم صلوات الله وسلامه عليهم فإن ضربه ملك الموت لها شأن، وفيه أن من طبيعة البشر محبة الحياة وكراهية الموت لا سيما أهل النعمة، وكذا من كان في علم يريد الزيادة وإنما يود الموت أناس لأسباب.
* ما بلغنا أن ملك الموت يأتي الناس علانية إلا ما حصل لموسى فهذا خاص.
(٢) من باب التواضع، وإلا فهو سيد ولد آدم، وكذا قال لإبراهيم هو خير البرية، وكذا إن حمل على تعصب، أما من بين الفضل دون تعصب لا حرج، والله قال: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا} [البقرة: ٢٥٣].