للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانًا، ثم خرج يسأل، فأتى راهبًا فسأله فقال له: هل من توبة؟ قال: لا، فقتله (١). فجعل يسأل، فقال له رجل أئت قرية كذا وكذا، فأدركه الموت فناء بصدره نحوها، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأوحى الله إلى هذه أن تقرَّبي، وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوُجد إلى هذه أقرب بشبر، فغفر له» (٢) (٣).

٣٤٧١ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح ثم أقبل على الناس فقال: «بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها، فقالت: إنا لم نُخلق لهذا، إنما خُلقنا للحرث. فقال الناس: سبحان الله، بقرة تكلَّم؟ فقال: فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر. وما هما ثمَّ. وبينما رجل في غنمه إذا عدا الذئب فذهب منها بشاة، فطلب حتى كأنه استنقذها منه، فقال له الذئب: هذا استنقذتها مني، فمن لها يوم السبع، يوم لا راعي لها غيري؟ فقال الناس: سبحان الله، ذئب يتكلم؟ قال: فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر. ما هم ثمَّ» (٤).


(١) أفتى بغير علم فقتله.
(٢) لا ينبغي للعبد اليأس لكثرة جرائره, ولا يجوز له ذلك بل يتوب, ومن تاب تاب الله عليه.
(٣) لا يلزم انتقاله إلا إذا كان أصلح, ومن تاب في محله قبلت, وذكر المسافة والتقارب للعبرة والآية.
(٤) هذه منقبة لهما في تصديقهما للنبي - صلى الله عليه وسلم - في كل شيء, وفيه نطق البهائم.