للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال فإني لم أعمل خيرًا قط (١)، فإذا متُّ فأحرقوني، ثم اسحقوني ثم ذرُّوني في يوم عاصف. ففعلوا، فجمعه الله - عز وجل - فقال: ما حملَك؟ قال: مخافتك. فتلقاه برحمته» (٢).

٣٤٧٩ - عن ربعيِّ بن حراش قال: قال عقبة لحذيفة: ألا تُحدَّثنا ما سمعت من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: سمعته يقول: «إن رجلًا حضره الموت لما أيس من الحياة أوصى أهله: إذا متُّ فاجمعوا لي حطبًا كثيرًا، ثم أوروا نارًا، حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فخذوها فاطحنوها فذرُّوني في اليم في يوم حار -أو راح- فجمعه الله فقال: لم فعلت؟ قال: خشيتك، فغفر له (٣). قال عقبة: وأنا سمعته يقول.

٣٤٨٠ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «كان الرجل يُداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت مُعسرًا فتجاوز عنه، لعل الله أن يتجاوز عنا. قال: فلقي الله فتجاوز عنه» (٤).

٣٤٨١ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كان رجل


(١) خيرًا قط سوى الفرائض, أو سوى التوحيد فلابد من الإيمان والتوحيد.
(٢) وهذا يدل على أن الجهل في بعض المسائل التي قد تخفي كعموم القدرة قد تخفي على بعض الناس كهذا الرجل, وحمله على ذلك الخشية والخوف فعذره الله.
(٣) هذا حديث عظيم, حديث مهم.
(٤) فيه الحث على السماحة في البيع والشراء والتجاوز عن المعسرين, وفي الحديث الآخر «رحم الله امرؤًا سمحًا ... » وهذا في حدود الشريعة