للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لنا؟ قال: كان الرجل فيمن قبلكم يُحفر له في الأرض فيُجعل فيه، فيُجاء بالمشار فيوضع على رأسه فيُشق باثنتين، وما يصُدُّه ذلك عن دينه، ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصدُّه ذلك عن دينه. والله ليُتمنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون» (١).

٣٦١٣ - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل: يا رسول الله أنا أعلم لك علمه. فأتاه فوجده جالسًا في بيته منكسًا رأسه، فقال: ما شأنك؟ فقال: شر، كان يرفع صوته فوق صوت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد حبط عمله وهو (من أهل الأرض) (٢) فأتى الرجل فأخبره أنه قال كذا وكذا. فقال موسى بن أنس: فرجع المرَّة الآخرة ببشارة عظيمة، فقال: اذهب إليه فقل له: إنك لست من أهل النار، ولكن من أهل الجنة» (٣).

٣٦١٤ - عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - «قرأ رجل الكهف وفي الدار


(١) وهذا واقع يشجع أصحابه على الصبر والثبات, ومن أخذ الرخصة بالإكراه وقلبه مطمئن بالإيمان فلا حرج, والأخذ بالرخصة أحسن إلا إذا كان الأخذ بها فيه مفسدة من عدم وضوح الحق؛ ولهذا لم يأخذ بها أحمد - رحمه الله - , وكذلك بلال قال: أحد أحد.
(٢) من أهل النار.
(٣) الله أكبر (قالها الشيخ ثلاثًا) اللهم أرض عنه, وكان خطيب الأنصار وخاف من الآية الكريمة {أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ} [الحجرات: ٢] وهذا من نعمة الله على ثابت, ورفع صوته في الخطب لأجل الحق والذود عنه كحسان.