للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فيه إشارة إلى قرب وفاة أبي بكر وهو نظير قوله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: ٣] فإنها إشارة إلى قرب وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - , قلت: ويحتمل أن يكون فيه إشارة إلى أن قلة الفتوح في زمانه لا صنع له فيه, لأن سبب قصر مدته, فمعنى المغفرة له رفع الملامة عنه.
وقال الحافظ أيضًا قال البيضاوي وقوله (يغفر له) إشارة إلى أن ضعفه -المراد به الرفق- غير قادح فيه أو المراد بالضعف ما وقع في أيامه من أمر الردة واختلاف الكلمة إلى أن اجتمع ذلك في آخر أيامه وتكمل في زمان عمر, وإليه الإشارة بالقوة, وقد وقع عند أحمد من حديث سمرة أن رجلًا قال يا رسول الله رأيت كأن دلوًا من السماء دُليت, فجاء أبو بكر فشرب شربًا ضعيفًا, ثم جاء عمر فشرب حتى تضلع) الحديث.
ففي هذا إشارة إلى بيان المراد بالنزع القوي.
وقال الحافظ في كتاب التعبير من الصحيح (١٢/ ٤١٣).
قال القاضي عياض: ظاهر هذا الحديث أن المراد خلافة عمر, وقيل هو لخلافتهما معًا لأن أبا بكر جمع شمل المسلمين أولًا بدفع أهل الردة وابتدأت الفتوح في زمانه, ثم عهد إلى عمر فكثرت في خلافته الفتوح واتسع أمر الإسلام واستقرت قواعده, وقال غيره: معنى عظم الدلو في يد عمر كون الفتوح كثرت في زمانه ومعنى استحالت) انقلبت عن الصغر إلى الكبر. =