للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيُهدى لك أم لا؟ ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشية بعد الصلاة فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: «أما بعد فما بال العامل نستعمله، فيأتينا فيقول: هذا من عملكم وهذا أُهدي لي، أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فنظر هل يهدَى له أم لا؟ فوالذي نفس محمد بيده، لا يغل أحدكم منها شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عُنقه: إن كان بعيرًا جاء به له رُغاء، وإن كانت بقرة جاء بها لها خُوار، وإن كانت شاة جاء بها تعير (١). فقد بلغت. فقال أبو حميد: ثم رفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده حتى إنا لننظر إلى عُفرة إبطيه. قال أبو حميد: وقد سمع ذلك معي زيد بن ثابت من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسلوه».

٦٦٣٨ - عن أبي ذر قال: انتهيت إليه وهو يقول في ظل الكعبة: هم الأخسرون ورب الكعبة، هم الأخسرون ورب الكعبة. قلت: ما شأني أيُرى فيَّ شيء، ما شأني؟ فجلست إليه وهو يقول -فما استطعت أن أسكت- وتغشاني ما شاء الله، فقلت: من هم بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: الأكثرون أموالًا، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا» (٢).


(١) العامل إذا أخذها تكون لبيت المال وهو لا يجوز له أن يأخذها، فإن أخذها فلبيت المال.
* وهذا فيه التحذير من الغلول، وأن الواجب على من استعمل أن يؤدي القليل والكثير من الأدوات والهدايا ولا يقبل شيئًا لأنه إنما أهدي له لإمرته، فإذا سلم لمرجعه لا بأس.
(٢) أي: من بذله في وجوه الخير، وإلا شَرُّ المال عظيم.

* ربما قال: والذي نفسي بيده، وأيم الله ... وفيه أن يقول إن شاء الله إذا حلف على المستقبل، وفيه أ، هـ-يجوز أكثر من أربع في شريعة سليمان. قلت: وسمعت شيخنا ابن عثيمين يقول: إن قول إن شاء الله من أسباب الفعل الشرعية لهذا الحديث.
* لعمرك، ليست قسم بل من باب التأكيد، ولعمر الله حياة الله قسم.