للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أكبادها. قال علي: فانطلقت حتى أدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده زيد ابن حارثة، وعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي لقيت، فقال: مالَك؟ قلت يا رسول الله ما رأيت كاليوم، عدا حمزة على ناقتي فأجبَّ أسنمتَهما وبقر خواصرهما، وها هو ذا في بيت معه شَرْبٌ. فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بردائه فارتدى، ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة، فاستأذن عليه، فأذن له، فطفق النبي - صلى الله عليه وسلم - يلوم حمزة فيما فعل، فإذا حمزة ثَملٌ محمرة عيناه، فنظر حمزة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم صعَّد النظر: فنظر إلى ركبته، ثم صعَّد النظر فنظر إلى وجهه، ثم قال حمزة: وهل أنتم إلا عبيدٌ لأبي؟ فعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ثمل (١)،

فنكص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عقبيه القهقري (٢)، فخرج وخرجنا معه».

٤٠٠٤ - عن محمد بن عبّاد أخبرنا ابن عُيينة قال: أنفذه لنا ابن الأصبهاني سمعه من ابن معقل أن عليًا - رضي الله عنه - كبَّر على سهل بن حُنيف فقال: إنه شهد بدرًا» (٣).


(١) وهذا يدل على خبث الخمر وأنها تجعل صاحبها كالمجانين. وفيه الحث على الكسب حيث عليّ يريد أن يذهب إلى البر يحش ليستعين به على وليمة فاطمة .. قلت: قول حمزة «هل أنتم إلا عبيد لأبي» لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن القيم: هي كفر لولا السكر.
(٢) لئلا يقوم حمزة فيفعل شيئًا يُنكر، وهذا يفعله من يخشى فعل قوم أن يصيبوه بأذى فيرجع القهقرى.
(٣) كبّر عليّ خمسًا أو ستًا اجتهادًا منه.
* استقرت الشريعة على أربع، وكبر النبي - صلى الله عليه وسلم - على النجاشي أربعًا.