للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخامس: أنّها ستّة وثلاثون ألف فرسخ فى مثلها، فالهند والسند اثنا عشر ألف فرسخ، وهم ولد سام (١) بن نوح عليه السلام، والصين ثمانية آلاف فرسخ، والروم عشرة آلاف فرسخ، والعرب أربعة آلاف فرسخ، وفيما بين ذلك ألفان، قاله السّدّى.

والسادس: أنّ مقدار الدنيا ثلاثين ألف فرسخ ثلث هواء وثلث بحار وثلث للناس والدوابّ قاله مغيث بن سمّى، وقال فى جغرافيا: الهند والصين والمشرق خمسون ألف فرسخ، ومن حدود الهند إلى العراق أربع مائة فرسخ، وعمل روميّة الروم ثلاث آلاف فرسخ، وقد ذكره الفزارى.

وقال مقاتل: ما العمارة فى الخراب إلاّ مثل الفسطاط فى الصحراء، وقال أبو الحسن ابن المنادى: لا خلاف أنّ الأرض على هيئة الكرة وهى موضوعة فى جوف الفلك كالمحّة فى البيضة والنسيم محيط بها كالبياض من المحّة والفلك محيط بالنسيم كإحاطة القشر بالبياض وهى مقسومة بنصفين (٨٥) وبينهما بخطّ (٢) الاستواء وهو من المشرق إلى المغرب وهو طول الأرض.

وأمّا عرضها فمن القطب الجنوبى إلى القطب الشمالى ثلاثمائة وستّون درجة الدرجة خمسة وعشرون فرسخا والفرسخ اثنا عشر ألف ذراع وهو أربعة آلاف خطوة بخطوة البعير وهو ثلاثة أميال والذراع أربعة وعشرون أصبعا والأصبع ستّ شعيرات كلّ شعيرة ستّ شعرات من شعر البرذون، قلت: وهذا الذراع قدّره المأمون بمحضر من المهندسين والحسّاب، وهو بين الطويل والقصير دون ذراع التجّار والذراع الهاشمى، فعلى هذا التقدير يكون عرض ما بين القطبين تسعة آلاف فرسخ وقد أشار إلى هذا ابن خرداذبه فى المسالك (٣) والممالك.


(١) سام: حام مرآة الزمان
(٢) بخط: خط مرآة الزمان
(٣) الممالك ٤