وفى هذه السنة بعث النبىّ صلّى الله عليه وسلم فأحضر بناته، وزوجته سودة، وبنى بعائشة، وآخى بين المهاجرين والأنصار، ورأى عبد الله بن زيد (١) الأذان، وعقد لحمزة لواء أبيض، وقال:«خذه يا أسد الله»، وهو أوّل لواء عقد فى الإسلام.
وفيها بعث عبيدة (٢) إلى بطن رابغ (٣) بأصحابه، وفيها رمى سعد بن أبى وقّاص بسهم، وجمع له رسول الله صلّى الله عليه وسلم التفدية بين أبيه وأمّه (٤)، وهو أوّل سهم رمى فى الإسلام.
وفيها غزاة المغيرة، والأبواء، وغزوة بواط، قال ابن إسحاق: إنّ هذه الغزوات كلّها فى السنة الثانية من الهجرة.
وفيها زيد فى صلاة الحضر ركعتان، وقيل فيها ولد عبد الله بن الزبير، وهو أوّل مولود ولد فى الإسلام بعد الهجرة، وكان يزعم أنّ اليهود سحروا المهاجرين فلا يولد لهم ولد، فلمّا ولد عبد الله بن الزّبير زال زعمهم واشتدّ الفرح.
وفيها بنى مسجده صلّى الله عليه وسلم، وبنى مسجد قباء.
وفيها غزوة العشيرة، وفيها أغار كرز بن جابر الفهرىّ على سرح المدينة فخرج النبىّ صلّى الله عليه وسلم خلفه إلى وادى سفوان من ناحية بدر.