للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشاهد [منكم] (١) الغائب وأبلغونى حاجة من لا يستطيع [إبلاغها، فإنّه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها] (١) ثبّت الله قدميه يوم القيامة» لا يذكر عنده [إلاّ] (١) ذلك ولا يقبل من أحد غيره، ويدخلون روّادا (٢)، ولا [يتفرّقون] (٣) إلاّ ذواق (٤)، ويخرجون أدلة، يعنى على الخير.

وكان صلّى الله عليه وسلم يؤلّف أصحابه ولا ينفّرهم، [ويكرم كريم كلّ قوم] (٥) ويولّيه عليهم، والّذى يليه من النّاس خيارهم، أفضلهم عنده (٧٣) أعمّهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة، ولا يجلس ولا يقوم إلاّ على ذكر، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهى به المجلس: ويأمر بذلك ويعطى كلّ جلسائه [نصيبه] (٦)، لا يحسب جليسه أنّ أحدا أكرم عليه منه ممّن جالسه، وإذا جلس أحد إليه لم يقم حتى يقوم الذى جلس إليه إلاّ إن استعجله أمر فيستأذنه، ولا يقابل أحدا بما يكره، ولا ضرب خادما قطّ ولا امرأة ولا أحدا إلاّ فى جهاد أو حدّ، ويصل ذا رحمه من غير أن يؤثره على من هو أفضل منه، ولا يجزى السيئة بمثلها بل يعفو ويصفح، وكان يعود المرضى، ويحبّ المساكين ويجالسهم، ويشهد جنائزهم، ولا يحقر فقيرا لفقره، ولا يهاب ملكا لملكه، ويعظّم النعمة وإن قلّت، لا يذمّ منها شيئا، ويحفظ ويكرم ضعيفه ويبسط له رداءه.