للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الشاعر:

أبوهم قصىّ كان يدعى مجمّعا ... به جمع الله القبائل من فهر

وقوله: لؤىّ، هو لؤىّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، والنضر عند أكثر النسّابين هو قريش، وقد تقدّم القول فى ذلك.

وقوله: المخيلة، هى الميسم والعلامة، يخال من أجلها أى يظنّ، وقد ظهرت على فلان مخيلة خير.

وقوله: ليس فيها لىّ، اللىّ هو المطل، والله أعلم.

ويروى أن قريشا سوّدت العباس رضى الله عنه فى حال صغره، وذلك أنّهم كانوا إذا حضرتهم الحرب أقرعوا بين السّادات منهم (١٠١)، فأيّهم خرج سهمه قدّموه وصدروا عن رأيه، فأدخلوا معهم فى القرعة مرّة العبّاس وهو صغير، لما كان يبدو عليه من النجابة، فخرج سهمه فأجلسوه على ترس وأحاطوا به، وذلك فى حرب الفجار.

وروى أن الإسلام أدرك العبّاس رضى الله عنه وجفنته دائرة على فقراء قريش من بنى هاشم، وجنده معدّان لسفهائهم، وانتهت السيادة بمكّة إليه وإلى أبى سفيان بن حرب، وفى ذلك قال العبّاس بن مرداس السّلمى يأمر رجلا من قومه كان ظلم بمكّة أن يعوذ بهما مستجيرا، فقال:

إن كان جارك لم تنفعك ذمّته ... وقد شربت بكأس الذلّ أنفاسا

فأت البيوت وكن من أهلها صدرا ... لا يلق باديهم فحشا ولا باسا

وثمّ كن بفناء البيت معتصما ... تلق ابن حرب وتلق القرم عبّاسا

قرما قريش وحلاّ فى ذوائبها ... المجد والحزم ما حازا وما ساسا