وقولها: كالزرنب الفتيق، يقال إنّ الزنب نبت طيّب الريح، ويقال إنّه أخلاط من الطيب.
وقولها: أروع، هو الحسن المنظر، الذى يروع من رآه.
وقولها: بهلول، يقال: هو الحسن، ويقال: الشجاعة.
وقولها: نسيج وحده، أى لا شبيه له، وهو مثال يضرب، وأصله من الثوب النفيس، فهو ينسج وحده.
وقوله: هتفت: أى رفعت صوتها، وكلّ مصوّت هاتف، والله أعلم.
وروى عن القاضى الإمام أبى الحسن أحمد بن محمّد الزبيرى بإسناده، فى كتابه المسمى معالى الفرش إلى عوالى العرش عن أبى هريرة رضى الله عنه قال:
اجتمع المهاجرون والأنصار عند رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: وعيشك يا رسول الله إنّى لم أسجد لصنم قطّ، فغضب عمر بن الخطّاب رضى الله عنه وقال:
تقول وعيشك يا رسول الله إنّى لم أسجد، وقد كنت فى الجاهليّة كذا كذا سنة؟ فقال أبو بكر رضى الله عنه: إنّ أبا قحافة أخذ بيدى فانطلق بى إلى مخدع فيه الأصنام، فقال لى: هذه آلهتك الشمّ العلى فاسجد لها، وخلاّنى وذهب، فدنوت من الصنم، وقلت: إنّى جائع فأطعمنى، فلم يجبنى. فقلت: إنّى عطشان فارونى، فلم يجبنى: فقلت: إنّى عار فاكسنى، فلم يجبنى، فأخذت صخرة وقلت: إنّى ملق هذه الصخرة عليك، فإن كنت إلها فامنع نفسك! فلم يجبنى، فألقيت الصخرة عليه، فخرّ لوجهه، وأقبل والدى، فقال: ما هذا يا بنىّ؟ فقلت: هذا الذى ترى، فانطلق بى (١١٤) إلى أمّى، وأخبرها، فقالت: دعه! فهذا الذى ناجانى الله به، فقلت: يا أمّاه، وما الذى ناجاك به؟ فقالت: ليلة أصابنى المخاض لم يكن عندى