للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمّا الشام الثانية: (١) فهى حمص وأعمالها، وكانت مركز الملوك من الروم وكان زيتونها وقنواتها متّصلة بتدمر وبعلبك، ومن سواحلها طرابلس وما والاها، وسنذكرها عند ما فتحها السلطان الشهيد الملك المنصور قلاوون الألفى الصالحى نوّر <الله> ضريحه وجعل الجنّة مأواه، وقد نزلها خلق من الصحابة رضى الله عنهم.

وأمّا الشام الثالثة: (٢) وهى الغوطة ومدينتها دمشق، واختلفوا فى الذى بناها على أقوال، فمنهم من قال: نوح عليه السلام، لمّا خرج من السفينة أقام بثمانين مدّة ثم جاء إلى الشام فأشرف من جبال الغوطة عليها فأعجبته فشرع فى بنائها واتّخذها دارا وهى أوّل مدينة خطّت بعد الطوفان.

قال النضر بن شميل، الثانى: بنوراسب، وبنى بعدها صور بالساحل، قاله مجاهد، والثالث: عاد بن عوض وإنّها المشار إليها بقوله تعالى: {إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ»} (٣)، قاله كعب الأحبار، والرابع: ذو القرنين الإسكندر الأوّل، لمّا عاد من المشرق صعد على عقبة دمّر ومعه غلام اسمه دمشق فرأى المياه ضائعة فقال له:

يا دمشق ابن هاهنا مدينة! ورسمها له فبناها، حكاه أبو القسم ابن عساكر فى تأريخ دمشق، وقال: كان الغلام اسمه دمشقش بزيادة شين، قال: وكان وادى دمشق كلّه شجر الأرز، قال أبو القسم: والأرزة التى وقعت فى سنة ثلاثمائة وثلاث عشرة من ذلك الأرز، وبنى مكان الجامع معبدا لله فلم تزل فيه العبادة من ثمّ.

والخامس: (٩٨) غلام الخليل عليه السلام يقال له العازر وهبه له نمرود لمّا خرج من النار سالما، حكاه وهب بن منبّه، السادس: سليمان بن داود عليه السلام،


(١) مأخوذ من مرآة الزمان ١٤ آ،١٠
(٢) مأخوذ من مرآة الزمان ١٤ آ،١٢||قارن تأريخ دمشق ١/ ١٠ - ١٦
(٣) القرآن الكريم ٨٩/ ٧