ولمّا فعل الوليد فى الصلاة ما فعل جاء رجال إلى عثمان فأخبروه، فاستقدمه فقدم. وكانا الذى شهد عليه بما صنع زهير بن عوف الأزدى، ورجل من بنى أسد، وكان قد قصدا غرّته، فتفقّداه فى صلاة العصر فلم يرياه، فانطلقا إلى بابه ليدخلا عليه فمنعهما البوّاب، فأعطياه دينارا، ودخلا عليه، فإذا هو سكران لا يعقل، فحملاه ووضعاه فى سريره، فقاء خمرا، وانتزع زهير خاتمه من يده، ومضيا إلى عثمان (٢١٨) فأخبراه، فاستشار عثمان عليّا، فقال: أرى أن تشخصه إليك، فإذا شهد عليه وجهه [و](١) حدّده (٢)، فلمّا قدم أمر عثمان بجلده، فلم يقم أحد، فقام علىّ كرّم الله وجهه فجلده بدرّة يقال لها السبتية، لها رأسان، فضربه أربعين، فذلك ثمانون، ويقال إنّه لم يكن بسيرة الوليد بأس، ولكنّه كان مسرفا على نفسه.
وفى الوليد قال الحطيئة:
شهد الحطيئة حين يلقى ربّه ... أنّ الوليد أحق بالعذر
نادى وقد تمت (٣) ... صلاتهم
لأزيدكم ثملا وما يدرى
ليزيدهم خيرا ولو قبلوا ... منه لزادهم على عشر
فأبوا أبا وهب ولو فعلوا ... لقرنت بين الشّفع والوتر
حبسوا عنانك إذ جريت ولو ... حلّوا عنانك لم تزل تجرى
وذلك أنه كان صلّى بالناس صلاة فزاد فيها، ثم التفت إليهم وقال: