واستعمل على خراسان عمير بن عثمان بن سعد، وعلى سجستان عبد الله بن [عمير](١) الليثى، وألحق بكل واحد من هؤلاء عدّة أعمال.
وبعث إلى الأهواز وفارس عند ما نكثوا [عبيد الله](٢) بن معمر، فسار إليهم، والتقوا على باب إصطخر، فقتل عبيد الله وانهزم المسلمون، فسار عبد الله ابن عامر بن كريز من البصرة، فاقتتلوا، وانهزم الفرس، وفتحت خوزستان (٣).
وفيها رجم عثمان رضى الله عنه امرأة من حنيفة أدخلت على زوجها فولدت لستّة أشهر، فقال علىّ عليه السّلام: إنّ الله يقول: {وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً»}(٤) وقال فى الرضاع: {حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ»}(٥)، فالرضاع أربعة وعشرون، والحمل ستّة أشهر، فبعث بردّها، وجدها رجمت.
وفى هذه السنة ظهر الطعن على عثمان رضى الله عنه وتكاتب الناس فيه، وبلغ عثمان ذلك فخرج متوكّئا على مروان وهو يقول: إنّ لكلّ شئ آفة، ولكلّ نعمة عاهة، وإنّ آفة هذه الأمّة، وعاهة هذه النعمة، عيّابون طعّانون، يظهرون ما تحبّون، ويسترون ما تكرهون، طغام مثل النعام، ينعقون أوّل ناعق وأحبّ مواردهم إليهم الكذب، أما والله لقد نقموا على ابن الخطّاب فقمعهم ومنعهم، ونعم الله أنا أعزّ ناصرا، وأكثر عددا، فما لى لا أفعل فى الحق ما أشاء، فقال مروان: إنّه لا يحكم بينك وبينهم إلاّ السيف، فقال عثمان: اسكت فلست من أهله.