وله ثمان وثمانون سنة، وكان إذا مرّ بعمر أو بعثمان وهما راكبان ترجّلا إجلالا له.
وفيها مات كعب الأحبار رحمه الله.
وفيها مات سلمان الفارسىّ رضى الله عنه، ولمّا اشتدّ مرضه قال لزوجته:
آتينى بالصرّة المسك، التى وجدتها يوم جلولاء، غرستها فى ماء ونضحتها حوله، وقال: ألا يأتينى زوّار، فيجدون الريح طيّبا ولا يأكلون (١)، ومات وهو ابن مائتى سنة وخمسين سنة (٢)، رحمه الله تعالى.
وفيها مات أبو ذرّ الغفارىّ رضى الله عنه، وكان أمر ابنته أن تذبح شاة وتطبخها، وقال: إذا جاء الذين يدفنوننى فإنّهم قوم صالحون، [فقولى (٣)] لهم:
أبى يقسم عليكم-وهو أبو ذرّ-أن لا (٢٢٣) تركبوا حتى تأكلوا، فلمّا نضجت قدرها قال: انظرى هل ترين أحدا؟ قالت: ركب، قال: استقبلينى (٤) الكعبة، ففعلت، فقال: بسم الله، وبالله، وعلى ملّة رسول الله، ثم مات، رضى الله عنه، فخرجت ابنته فتلقّتهم، وقالت: رحمكم الله، اشهدوا أبا ذر! فقالوا: نعم، وكرامة! وكان فيهم ابن مسعود، فبكى، وقال: صدق