علمه، عمّه سيد الشهداء يوم أحد، وأبوه الذابّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وأنت اللعين ابن اللعين، لم تزل أنت وأبوك تبغيان لرسول الله صلّى الله عليه وسلم الغوائل، وتجتهدان فى إطفاء نور الله، تجمعان على ذلك الجموع، وتبذلان فيه المال، وتؤلّبان عليه القبائل، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون، على ذلك مات أبوك، وعليه خلفته، والشهيد عليك من تدنى، ويلجأ إليك من تعتدّه للنفاق ورءوس الأحزاب، والشاهد لعلىّ فضله القديم المبين أنصار الله ورسوله الذين معه، أكرمهم الله بفضله، وأثنى عليهم فى كتابه من المهاجرين والأنصار، فهم معه كتائب وعصائب، يرون الحقّ فى اتّباعه.
فكيف يا لك الويل تعدل نفسك بعلىّ، وهو وارث رسول الله، ووصيّه، وأبو ولده، أوّل الناس له اتّباعا، وأقربهم به عهدا، يخبره بسرّه، ويطلعه على أمره، وأنت عدوّه وابن عدوّه، فتمتّع فى دنياك ما استطعت بباطلك.
وليمددك ابن العاص فى غوايتك، فكأنّ أجلك قد انقضى، وكيدك قد وهى، ثم يتبيّن لك أنّ العاقبة لعلىّ المرتضى، واعلم أنّك تكايد ربّك الذى قد أمنت مكره، فهو لك بالمرصاد، وأنت منه فى غرور، والسلام على من اتّبع الهدى.
فكتب معاوية رضى الله عنه جوابه يقول: من معاوية إلى الزارى على أبيه محمّد بن أبى بكر، أمّا بعد، فقد أتانى كتابك تذكر فيه ما الله [أهله](١) فى قدرته وعظمته وسلطانه، وما اصطفى به رسوله (٢٧٧) صلّى الله عليه وسلم، مع كلام فيه لك