الحرب، لله درّهم: من أعلم بها منّى، والله لقد نهضت فيها وأنا ابن العشرين، ولقد نيّفت اليوم على الستّين، ولكن لا أرى لمن لا يطاع.
وكان علىّ كرّم الله وجهه إذا ورد عليه مال من الفئ، لم يترك منه شيئا فى يومه ذلك، إلاّ ما عجز عن قسمه، وكان رضى الله عنه لا يخصّ بالفئ حميما ولا قريبا، ولا يخصّ بالولايات إلاّ أهل العلوم والديانات، وذوى الأمانات، وإذا بلغته عن أحد خيانة كتب إليه:{قَدْ [جاءَتْكُمْ] مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ»}(١)، {وَيا قَوْمِ [أَوْفُوا الْمِكْيالَ] وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ، وَلا تَبْخَسُوا النّاسَ أَشْياءَهُمْ»}، إلى قوله تعالى:{وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ»}(٢)، إذا أتاك كتابى هذا فاحتفظ بما فى يديك من عملنا، حتى نبعث إليك من يتسلّمه. ثم يرفع طرفه إلى السماء، ويقول: اللهمّ إنّك تعلم أنّى لم آمرهم بظلم عبادك، ولا بترك حقّك.
وكان يقول فى دعائه: اللهمّ إنّ ذنوبى لا تضرّك، وإنّ رحمتك إيّاى لا تفقصك، اللهمّ أعطنى ما لا ينقصك، وأعطنى ما لا ينفعك، وكان يقول:
أنا أخو رسول الله، وابن عمّه، لا يقولها بعدى إلا كذّاب.