قال الطّبرى (١) رحمه الله: إن عليّا-عليه السّلام-لم ينم تلك اللّيلة التى ضربه ابن ملجم صبيحتها، وأنّه لم يزل يمشى من الباب إلى الباب، الذى للحجرة وهو يقول: والله ما كذبت، ولا كذبت، إنّها الليلة التى وعدت فيها، فلما خرج صاح بطّ كنّ فى الدّار، فصاح بهنّ بعض من فى الدار، فقال على عليه السّلام: ويحك دعهنّ فإنّهن نوائح، وخرج فضرب.
قال الروحى (٢) رحمه الله: ودخل النّاس على علىّ عليه السّلام فقال بعضهم:
يا أمير المؤمنين، أرأيت إن فقدناك، ولا نفقدك، أنبايع الحسن؟ فقال: لا آمركم ولا أنهاكم، أنتم أبصر بأمركم.
وقال المسعودى رحمه الله: ضرب علىّ عليه السلام ليلة الجمعة، فمكث تلك الليلة مع ليلة السبت، وتوفى كرّم الله وجهه وأرضاه ليلة الأحد، لإحدى عشرة ليلة بقيت من رمضان سنة أربعين هجرية، وعمره يومئذ ثلاث وستون سنة، وهو الأشهر المتّفق عليه، وصلّى عليه ابنه الحسن عليه السلام، ودفن بالرحبة عند المسجد بالكوفة ليلا، وغيّب قبره، وكانت خلافته خمس سنين إلاّ ثلاثة أشهر، ولمّا توفّى صلوات الله عليه بعث الحسن عليه السّلام إلى ابن ملجم، فقتله بعد ما مثّل به، ثم أخذه الناس، فأدرجوه فى بوارىّ، ثم أحرقوه بالنار.
وأما البرك بن عبد الله، فإنّه فى تلك الليلة التى قتل فيها علىّ عليه السلام، قعد لمعاوية رضى الله عنه فلمّا خرج ليصلّى الصّبح شدّ عليه بسيفه، فوقع السيف فى عجيزته،