للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الظهران: بفتح الظاء: (١) حبل بين مكّة والمدينة وهو إلى مكّة-شرّفها الله تعالى-أقرب من المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وقد نزله. سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية وعام الفتح لما نذكر من ذلك.

جبل العرج: (٢) بإسكان الراء: هو من جبال الحجاز بين مكّة والمدينة، قال الجوهرى: هو منزل وإليه ينسب العرجى الشاعر واسمه عبد الله بن عمرو بن عثمان ابن عفّان رضى الله عنه، وسيأتى ذكره فى باب الشعراء المولّدين إن شاء الله تعالى، وروى عبد الرحمن بن أخى الأصمعى عن عمّه بإسناده إلى عبد الله بن عمر العمرى رضى الله عنه وكان من أكابر أعيان العباد بالحجاز قال: حججت فبينا أنا فى بعض الطريق إذ سمعت امرأة من هودج تكلّمت بكلام أرقتت فيه، قال:

فدنوت منها وألصقت راحلتى براحلتها وقلت لها: يا أمة الله أما تستحين أما تخافين الله بهذا الكلام فى مثل هذه الطريق؟ قال: فهتكت سجان الهودج وبرزت بوجه بهر الشمس حسنا وقالت: تأمّل يا عمّ فإنّنى من اللواتى (٣) قال فيهنّ العرجى (من الطويل):

أماطت كساء الخزّ عن حرّ وجهها ... وأرخت على الخدّين بردا مهلهلا (٤)

من اللواتى (٥) ... لم يحججن يبغين حسنة

ولكن ليقتلن السليم البرئ المغفّلا

(١١٩) قال: فقلت: لا عذّب الله هذا الوجه بالنار، قال عبد الرحمن:

فبلغت هذه الحكاية لابن المسيّب رضى الله عنه فقال: إنّه لمن ظرف عباد الحجاز أما إنه لو كان بعض بعضاء العراق لقال لها اغربى فعل الله بك وترك.


(١) معجم البلدان ٣/ ٥٨١
(٢) الصحاح ١/ ٣٢٩ آ
(٣) قارن كتاب الأغانى ١/ ٤٠٤
(٤) ديوان العرجى ٧٤، رقم ٣٢||أرخت: أدنت الديوان
(٥) من اللواتى: من اللاء الديوان ||حسنة: حسنة الديوان