للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى يوم القيمة. فقال له الأحنف: والله يا معوية، إن القلوب التى أبغضناك بها لفى صدورنا، وإن السيوف التى قاتلناك بها لفى أغمادها، وإن تدن من الحرب فترا ندن منها شبرا، وإن تمش إليها نهرول نحوها، ثم قام وخرج.

وكانت أخت معاوية من وراى حجاب تسمع، فقالت: يا أمير المؤمنين، من هذا الذى يتهدّد ويتوعّد؟ فقال: هذا الذى إذا غضب غضب لغضبه ماية ألف من بنى تميم لا يدرون فيم غضب. وقيل: إنه لم يرى اثنين تمازحا أرزن من معوية والأحنف.

قال معوية يوما للأحنف: ما الشئ الملفّف فى البجاد، يا با بحر؟ فقال الأحنف: السخينة، يا أمير المؤمنين. ثم تضاحكا مليا، أراد معوية بقوله الملفف فى البجاد قول الشاعر <من الوافر>:

إذا ما مات ميت من تميم ... وسرّك أن يعيش فجئ بزاد

بخبز أو بسمن أو بثمر ... أو الشئ الملفّف فى البجاد

تراه يطوّف الآفاق حرصا ... ليأكل رأس لقمان بن عاد

البجاد منديل تفرش العرب له عند الغداء يجتمع عليه العظم (١٧) وفضلات وفضالات العيش. وأراد الأحنف بقوله السخينة، أن العرب قديما كانت تعيّر قريشا بشئ يتخذونه من دقيق وماء، ويسخنونه، ويحسونه حسوا عند غلاء السعر بالحجاز يسمونه السخينة.

(٨ - ١٣) قال. . . عاد: ورد النص فى العقد الفريد ٢/ ٤٦٢، قارن أيضا مرآة الزمان، مخطوطة أحمد الثالث، حوادث ٦٩ (الصفحة العاشرة)