مصر، وكذلك القاضى سليم، وزياد بن أبيه بالبصرة، والمغيرة بن شعبة بالكوفة، ومروان بن الحكم بالمدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وخالد بن العاص بن هشام بمكة شرفها الله تعالى.
وفيها قدم عقيل ابن أبى طالب على معوية، فأقبل عليه وأكرمه وقرّبه وقضى عنه دينه، وكان جملة كبيرة. ثم إنه ذاكره يوما فقال له: إن عليّا كان غير حافضا لك، وقطع من صلتك ولم يصطفيك. فقال له عقيل: والله لقد أجزل العطيّة ووصل القرابة، وحسن ظنّه بالله إذ ساء ظنّك به، وحفظ أمانته، وأصلح رعيّته إذ خنت أنت وأفسدت وجرت، فاكفف فإنك عما تقول بمعزل. قال:
فسكت معوية. وقيل: إنه قال له يوما آخر: يا با يزيد، أنا خير لك من علىّ وأبر بك منه. قال عقيل: صدقت، إنّ علىّ آثر دينه على دنياه، فأنت خير من أخى لى، وأخى خير منك لنفسه.
وقيل إن عقيلا دخل على معوية بعد كفّ بصره، فأجلسه معوية معه على سريره ثم قال: أنتم معاشر بنى هاشم تصابون فى أبصاركم. فقال عقيل: وأنتم معاشر بنى أمية تصابون فى بصايركم. ثم دخل عتبة بن أبى سفيان عليهما، فوسّع له معوية بينه وبين عقيل حتى جلس (٢٠) بينهما، فقال عقيل: من هذا الذى قرّبه أمير المؤمنين دونى؟ قال معوية: هذا
(٤ - ٥،٣١) قدم. . . نكره: ورد النص فى العقد الفريد ٤/ ٤ - ٥
(٥) دينه: انظر العقد الفريد ٤/ ٤ حاشية ٥
(٦) لم يصطفيك (يصطفك): فى العقد الفريد ٤/ ٥: «لا اصطنعك»
(١٤) معاشر: فى العقد الفريد ٤/ ٥: «معشر»
(١٦) قربه. . . دونى: فى العقد الفريد ٤/ ٥: «أجلس أمير المؤمنين بينى وبينه»