فقال ابن عباس رضى الله عنه: رحم الله أبانا وأباك، كانا بصفين متعاوضين، لم يجن أحدهما على الآخر، وكان أبوك كذلك لأبى، من هنّأ أبيك بإخاء أبى كمن هنأ أبى بإخاء أبيك، لقد نصر أبى أباك فى الجاهلية، وحقن دمه فى الإسلام، وأما استعمال علىّ رضى الله عنه أيانا فلسنا دون هواه، وقد استعملت أنت رجالا لهواك لا لنفسك، منهم: ابن الحضرمىّ على البصرة فقتل، وبشر بن أرطأة على اليمن فخان، وحبيب ابن قرّة على الحجاز فرد، والضحاك بن قيس على الكوفة فحصب، ولو طلبتم ما عندنا وقينا أعراضنا، وليس الذى يبلغك عنّا بأعظم ما يبلغنا عنك، ولو وضع أصغر ذنوبكم إلينا على ماية حسنة لمحتها، ولو وضع أدنى معروفنا على ماية سية لمحتها. وأما خذلان عثمان، فلو لزمنا نصره لنصرناه، وقد خذله من هو أبرّ به منا، وأما قتالنا لأنصاره يوم الجمل، فعلى خروجهم ممّا دخلوا فيه، وأما حربنا لك فعلى تركك الحقّ وادعاك
(٢) متعاوضين: فى العقد الفريد ٤/ ٧: «متقارضين»، انظر أيضا العقد ٤/ ٧ حاشية ٥
(٣) كمن: فى العقد الفريد ٤/ ٨: «اكثر مما»
(٥) فلسنا: فى العقد الفريد ٤/ ٨: «فلنفسه»
(٥ - ٦) ابن الحضرمىّ: انظر العقد الفريد ٤/ ٨ حاشية ٢
(٦) بشر بن أرطأة: فى العقد الفريد ٤/ ٨: «ابن بشر بن أرطأة»؛ فى الكامل ٣/ ٣٨٣:
«بسر بن أبى أرطاة»؛ فى مروج الذهب ٣/رقم ٢٠٨٥:«بسر بن أرطاة»، انظر أيضا مقالة «بسر بن (أبى) أرطاة» للامنس ١٣٤٣ - ١٣٤٤