بايعهم صغارا، وهذا أعدل شاهد على مقدمهم فى حلبة النجابة، وإعراقهم فى مخايل السيادة. ثم انتهى أمر ابن العباس إلى أنه كان يسمى البحر لكثرة علمه رضى الله عنه، وفيه قال حسان بن ثابت <من الطويل>:
إذا ما ابن عباس بدا لك وجهه ... رأيت له فى كل مجمعة فضلا
إذا قال لم يترك مقالا لقايل ... بملتقطات لا ترى بينها فصلا
كفى وشفى ما فى النفوس ولم يدع ... لذى إربة، فى القول، جدّا ولا هزلا
سموت إلى العليا بغير مشقّة ... فنلت قضاها لا دنيّا ولا وغلا
خلقت حليفا للمروّة والندى ... فليحا ولا تخلق كهاما ولا حبلا
قوله: فنلت قضاها، جمع قضاء، والوغل: الضعيف، والوغل أيضا الطالب ما ليس له بحق، والوغل أيضا الدعى، والواعل والواغل أيضا الذى يتطفل على شراب لم يدع إليه. والكهام: الكليل غير النافذ فى الأمور، وهو فى الأصل من وصف السيف الكال، والحبل: هو الغليظ الجافى.
ومناقب عبد الله بن عباس رضى الله عنه مشهورة (٢٤) فى مضانها،
(٣) البحر. . . علمه: انظر أنساب الأشراف ٣/ ٣٦
(٥ - ٩) إذا. . . حبلا: وردت الأبيات أيضا فى سير أعلام النبلاء ٣/ص ٣٥٣
(٥) مجمعة: فى سير أعلام النبلاء ٣/ص ٣٥٣: «أقواله»
(٦ - ٨) إذا. . . وغلا: وردت الأبيات أيضا فى ديوان حسان بن ثابت ٢١٢
(٦ - ٧) إذا. . . هزلا: ورد البيتان فى العقد الفريد ٢/ ٢٦٧ - ٢٦٨
(٦) بملتقطات: فى سير أعلام النبلاء ٣/ص ٣٥٣: «بمنتظمات»، انظر أيضا ديوان حسان ابن ثابت ٢١٢ حاشية ٤
(٧) كفى. . . هزلا: ورد البيت فى الأغانى ١٠/ ٢٧٦