وأبو قتادة الأنصارى وجويرية زوج النبى صلّى الله عليه وسلّم، وكان سعيد بن العاص من الأجواد المعدودين فى طبقات الكرماء فى الإسلام، وسيأتى من ذلك طرفا جيدا ما يؤيد قولنا فيه عند ذكر قصره الذى يقول فيه أبو قطفة الشاعر من أبيات <من البسيط>:
القصر فالنّخل فالجماء بينهما ... أشهى إلى القلب من أبواب جيرون]
وعن الشعبى قال: قدم الأحنف بن قيس على معوية. قال الأحنف: فقدّم من الحلو إلى الحامض، وأكثر من ذلك فأعجبنى منه. ثم قدّم لونا آخر فلم أدرى ما هو. فقلت: ما هذا يرحمك الله؟ فقال:
مصارين البطّ محشوة ملحا. ثم تنصف وتحشى لحما صغيرا قد قليت بدهن الفستق وذرّ عليها الطبرزد يعنى السكر ويرش عليها أنواع الطيب.
قال: فبكى الأحنف. فقال معوية: ما يبكيك، يا با بحر؟ قال: فقلت:
ذكرتنى عليّا رضى الله عنه، بينما أنا عنده فحضر وقت إفطاره، فسألنى المقام، فأقمت إذ دعا بجراب مختوم. فقلت: ما فى هذا الجراب، يا أمير المؤمنين؟ فقال: جرش الملح وجرش الشعير. فقلت: خشيت عليه
(١) أبو. . . الأنصارى: فى الكامل ٣/ ٥٠٠ (حوادث ٥٤): «وفى هذه السنة توفى أبو قتادة الأنصارى. . .، وقيل: مات سنة أربعين. . .» //جويرية: وفقا للزركلى، الأعلام ٢/ ١٤٦، توفيت فى سنة ٥٦؛ فى أعلام النساء ١/ ٢٢٧:«. . . وتوفيت فى المدينة سنة ٥٦ وفى رواية سنة ٥٠. . .»؛ فى الكامل ٣/ ٥١٣ (حوادث ٥٦): «وفى هذه [السنة] ماتت جويرية»
(٥) القصر. . . جيرون: ورد البيت فى الأغانى ١/ ٨
(٦ - ٥،٦١) قال الأحنف. . . فضله: ورد النص فى التذكرة الحمدونية ١/ ٦٩