للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الطبرى رحمه الله: إن معوية أقام على الشام واليا وخليفة أربعين سنة، منها أربعة سنين فى خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، واثنا عشر سنة فى خلافة عثمان رضى الله عنه، وقاتل علىّ عليه السّلام خمس سنين. وخلص له الأمر تسع عشرة سنة. ولما ثقل فى المرض قال لأهله: احشوا عينىّ إثمدا، وأوسعوا رأسى دهنا. ففعلوا وبرّقوا (٤٨) وجهه بالدهن. ثم مهّد له مجلسا وقال: أسندونى. ثم أمر الناس أن يدخلوا عليه، وليسلّموا قياما ولا يجلس أحدا. فجعل الرجل يدخل فيسلّم قايما فيراه مكحلا مدهّنا فيقول الناس: هو لمآبه. فلما خرجوا من عنده قال معوية متمثلا <من الكامل>:

وتجلّدى للشّامتين أريهم ... أنّى لريب الدّهر لا أتضعضع

وإذ المنيّة أنشبت أظفارها ... ألفيت كلّ تميمة لا تنفع

وعن أبى بشر أنه قال: إن معوية قال فى مرضه: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم كسانى قميصا فرفعته، وقلّم صلّى الله عليه وسلّم يوما أظفاره فأخذت ثلثة من أظفاره، فجعلها فى قارورة. فإذا أنا متّ فألبسونى ذلك القميص، وقطّعوا تلك الأظفار الثلاثة واسحقوها وذرّوها فى عينىّ وفمى. ثم أغمى عليه. ثم أفاق. فقال لمن حضر من أهله: اتقوا الله فإن الله يقى من اتقاه، ولا واق لمن لا يتق الله. ثم مات رحمه الله، وصلى عليه الضحاك بن قيس،

(١) الطبرى: لم أقف على هذا النص فى تاريخ الطبرى

(٤ - ٨،٧٢) ولما. . . عليه: ورد النص فى تاريخ الطبرى ٢/ ٢٠٠ - ٢٠٣؛ الكامل ٤/ ٧،٩، انظر أيضا نهاية الأرب ٢٠/ ٣٦٦ - ٣٧٠