للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١) ... وما صاديات حمن يوما وليلة

على الماء يغشين (٢) العصىّ حوان

لواغب لا يصدرن عنه لوجهة ... ولا هنّ من برد الحياض دوان (٣)

يرين حباب الماء والموت دونه ... منهنّ لأصوات السقاة روان (٤)

(١٢٦) بأكثر منى غلّة وصبابة ... إليك ولكن الغدوّ عدانى

وقال أبو الهذيل ابن العلاّف: (٥) لا يجوز فى دور الفلك ولا فى تركيب الطبائع، ولا فى القياس، ولا فى الحسّ، ولا فى الممكن، ولا فى الواجب: أن يكون محبّ ليس لمحبوبه إليه ميل.

وكان ليوسف بن القسم بن صبيح غلام أسود (٦) نشأ فى بادية الأعراب فتولّع بجارية لبعض أهله فشكى إلى مولاه فضربه وحبسه وحلف ألاّ يطلقه إلاّ بعد شفاعة من شكاه فقيل للعبد وهو مسجون: أتحبّك طلابتك كما تحبّها أنت فقال (من الطويل):

كلانا سواء فى الهوى غير أنّها ... تجلد أحيانا وما بى تجلّد

تخاف وعيد الكاشحين وإنّما ... أحنّ (٧) إليها حين أصى وأبعد

قال: فبلغ مولاه يوسف شعره فقال: وإن فيه لهذا الفضل فركب من وقته واحتال حتى أوصله إلى الجارية.

أخذ الناشئ هذا فقال (من الكامل): (٨)

عيناك شاهدتان إنّك من ... حرّ الهوى مجدين ما أجد

بك ما بنا لكن على مضض ... تتجلّدين وما بنا جلد


(١) ديوان جميل ٢٠٥، -٤
(٢) يغشين: يخشين الديوان ||حوان: حوانى الديوان، تحريف
(٣) دوان: دوانى الديوان، تحريف
(٤) روان: روانى، تحريف
(٥) ابن العلاف: العلاف، غلط
(٦) أخبار الشعراء ١٦٢ - ٤
(٧) أحن-أبعد: حنونى عليها حين أنهى وأبعد أخبار الشعراء
(٨) حياة الناشئ ١٠٠، رقم ٢٩؛ مختار من شعر بشار ٢٩٧،٤؛ وراجع van Ess,Fruhe,nuctazilitische Haresiographie ٧٥١, - ٧,