عبد الله بن الزبير مستغيثة، وتطارحت على أم هاشم بنت منظور بن زبان زوجة ابن الزبير. وقدم الفوزدق فنزل على بنى عبد الله بن الزبير، وسألهم أن يشفعوا له، وشفعت أم هاشم إلى زوجها ابن الزبير فشفعها. وكان أمرها يعلوا وأمر الفرزدق يضعف.
فقال الفرزدق <من البسيط>:
أمّا بنوه فلم يقبل شفاعتهم ... وشفّعت بنت منظور ابن زبّانا
ليس النجى الذى يأتيك متزرا ... مثل الشّفيع الذى يأتيك عريانا
فقال ابن الزبير للنوار: إن شيت فرّقت بينكما، وإن شيت سيّرته (٩٣) إلى بلاد العدو. قالت: ما أريد واحدة منهما. وكانت امرأة صالحة، فقال ابن الزبير: فإنه ابن عمك، وهو راغب فيك، أفأزوجكيه؟ قالت: نعم. فزوجه إياها.
وكان ابن الزبير يرفع إزاره، ويحمل الدرة، يتشبه بعمر بن الخطاب رضى الله عنه. وكان ابن الزبير لا يتكلم يوم الجمعة إلا بالمواعظ، إلاّ أنه كان يشتم ثقيفا فيقول: قصار القدود، ليام الجدود، سود الجلود، بقية قوم ثمود. وكان بخيلا شحيحا، جاء أعرابى إليه وسأله أن يفرض له.
فقال له ابن الزبير: قاتل أولا، فقال الأعرابى: دمى نقد ودراهمك نسية.
حدث أحمد بن عبد العزيز الجوهرى عن ثقاة من الرواة أن عبد الله
(٦ - ٧) أما. . . عريانا: ورد البيتان فى أعلام النساء ٥/ ١٩٤؛ الأغانى ٩/ ٣٢٧
(٧) النجى: فى المرجعين المذكورين: «الشّفيع»
(١٧ - ٢،١٤٧) حدث. . . الله: ورد النص فى الأغانى ١/ ١٤ - ٢٠، انظر أيضا الأغانى ١٢/ ٧١.٧٢