أمنه على أن لا يؤخذ بحدث، فبعث إليه المختار صاحب حرسه سرّا فدخل داره وعنده أهله فضرب عنقه وأتاه برأسه، وعنده حفص بن عمر بن سعد.
فقال المختار: يا حفص، أتعرف هذه؟ قال: نعم هذه رأس أبى. فلعن الله العيش بعده! فضرب عنقه وبعث برأسيهما إلى ابن الحنفية. وقال: قتلت أحدهما بالحسين والآخر بعلىّ بن الحسين ولا سواء. فقيل للمختار: ألم تؤمنه؟ فكيف يستحل دمه بعد تأمينه. فقال: أمنته على أن لا يحدث حدثا وقد دخل الخلاء.
وخرج شمر بن ذى الجوشن قاتل الحسين عليه السّلام هاربا من الكوفة يركض فرسه فلحقه غلام للمختار فعطف عليه شمر فقتله فلحق ببعض القرى. فدل المختار على موضعه، فأحاطت به خيل المختار، فقاتلهم حتى قتله عبد الرحمان بن عبد الله الهمدانى، طعنه فى نحره ثم أوطأه الخيل وبه رمق حتى مات. وأخذ مالك بن النسير الذى ضرب الحسين عليه السّلام على رأسه وعليه برنس فامتلأ دما. فأجج له المختار نارا. ثم قطع يده وألقاها فى فى النار. ثم قطع يده الأخرى وفعل مثل ذلك فى كل عضوء من أعضايه، وهو ينظر حتى مات.
وهرب من المختار سنان بن أنس النخعى الذى كان يدعى قاتل الحسين فلحق بالبصرة. فهدم المختار داره وبقى سنان إلى أن قال الحجاج بن يوسف يوما، وهو يخطب ليقم كل ذى بلاء وعناء. فقام سنان فقال: هو قاتل الحسين يعنى عن نفسه. فقال الحجاج: لعمر الله حسن. فاعتقل لسان سنان ومات بعد خمسة عشرة [ليلة].