وأن ليس كالتّابوت فينا وإن سعت ... شبام حواليه ونهد وخارف
وإن شاكر طافت به وتمسّحت ... بأعواده أو أدبرت لا تساعف
وإنّى امرؤ أحببت آل محمّد ... وآثرت وحيا ضمّنته الصحايف
وكان المختار خايفا من بن الزبير أن يوجه إليه جيشا لما فعل من إخراج بن مطيع من الكوفة، فكتب إلى بن الزبير: أما بعد فقد عرفت منا صحتى، لك واجتهادى فى طاعتك ونصرتك، وما كنت أعطيتنى من نفسك. فلما وفيت لك خست ولم يعترف لى بما عاهدتنى، فكان منى ما كان، فإن تراجعنى أراجعك، وإن لم ترد مناصحتى أنصح لك. (١٠٤) فلما قرأ ابن الزبير كتابه، دعا عمر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام [و] ولاّه الكوفة. فقال: كيف والمختار بها؟ قال إنه سامع مطيع. فسار عمر إليها. وبلغ المختار فوجّه زايدة بن قدامة الثقفى فى خمس ماية فارس ما بين دارع ورامح، ومعه مسافر بن سعيد، ووجه معه سبعين ألف درهم، وقال له: قل له إنّك تكلّفت لسفرك هذا سبعون ألفا، فخذها وانصرف. فإن أبى فأره مسافر وأصحابه وحذّره إياهم. فلما لقيه أدى إليه رسالة المختار فأبى أن يقبله وقال: لا بد لى من إنفاذ أمر أمير المؤمنين، فدعا بالخيل
(١١) المختار: فى أنساب الأشراف ٥/ ٢٤٣: «المختار خبره»
(١٤) تكلّفت. . . ألفا: فى أنساب الأشراف ٥/ ٢٤٣: «تكلّفت لسفرك خمسة وثلاثين ألف درهم وهذه سبعون ألف درهم»