خصوتيه، وقفز الذيب هاربا فجاز على الثعلب، ودمه على ساقيه، فناداه الثعلب: يا صاحب السراويل الأحمر، إذا حضرت مجالس الملوك فلا تذكر إلا خيرا.
ولنعود إلى نبذ من ذكر الحجاج، روى أن الحجاج جمع فقهاء العراق الأربعة، منهم الحسن البصرى وعمر بن عبدل والشّعبى، وسألهم عن القضاء والقدر. فقال أحدهم: سمعت أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب صلوات الله عليه يقول: ما حمدت الله عليه فهو منه وما استغفرته منه، فهو منك. وقال الآخر: سمعت أمير المؤمنين علىّ عليه السّلام يقول:
إذا كانت الخطية على بن آدم حتما كان القصاص عليها. . . وقال الآخر:
سمعت أمير المؤمنين علىّ كرّم الله وجهه يقول: يابن آدم، من وسع عليك الطريق لم يأخذ عليك المضيق. وقال الآخر: سمعت أمير المؤمنين علىّ رضى الله عنه يقول: يابن آدم، انظر أنّ الذى نهاك دهاك إنما دهاك أسفلك وأعلاك، والله برئ من ذاك. فقال الحجاج: أكلّ عن أبى تراب؟ قالوا: نعم. قال: لقد أغرقتموها فى عين طافية.
ومما روى أنه قام إلى الحجاج رجل فقال: أيها الأمير، إنّ أبى مات وأنا حمل، وإنّ أمى ماتت وأنا أرضع، وإنّ الرجال كفلتنى حتى بلغ الله بى ما ترى، وإنّ صنيعة لى تقوتنى غلبنى عليها غالب، والأمير أحقّ