وكان آخر من قتل سعيد بن جبير رضى الله عنه، ومن حين قتله اختل فى عقله وعاد يقول: ما لى وما لجبير؟ ما لى وما لجبير؟ حتى مات.
ومن مستطرفاته قيل: إن رجلا أهدى للحجاج تينا فى غير أوانه وجلس على الباب ينتظر الجايزة، فأحضرت أناس للقتل، فتسحب منهم شخص واحد فخشى المتستّر على نفسه أن يطالب بتكملة العدة، فأخذ صاحب التين فجعله مكان المتسحب، وأحضروا بين يدى الحجاج فضربت رقابهم، وقدّم صاحب التين لضرب العنق، فصاح وقال: وما جرمتى أنا أيها الأمير؟ فقال: ألست منهم؟ فقال: لا والله، أنا صاحب التين. فضحك الحجاج، وقال: تمنّ علىّ. فقال: لست أسأل غير ثلاث الدراهم. فقال:(١٢٣) ويحك وما تصنع بها؟ قال: أشترى بها فاسه وأقطع أصل هذه التينة التى كانت سبب قدومى عليك. قال: فضحك الحجاج حتى فحص برجله وأجازه وأحسن إليه.
ويروى أنه قال يوما للشعبى: كم عطاءك فى السنة؟ فقال: ألفين.
فقال: ويحك! كم عطاؤك؟ قال: ألفان، قال: كيف لحنت أولا؟ قال:
لحن الأمير فلحنت. فلما أعرب الأمير أعربت. وما أمكن أن يلحن الأمير وأعرب أنا. فاستحسن ذلك منه وأجازه.
(١ - ٢) وكان. . . مات: انظر وفيات الأعيان ٢/ ٣٧٤
(٢) ما لى. . . ما لجبير: فى وفيات الأعيان ٢/ ٣٧٤، «ما لى ولسعيد بن جبير»
(١٣ - ٨،١٨٣) ويروى. . . الله: ورد النص فى وفيات الأعيان ٣/ ١٢ - ١٣،١٥