الخصىّ فقال: هذه، يا أمير المؤمنين، عاتكة قد أقبلت. قال ويحك! ما تقول؟ قال: والله ها هى طلعت! فأقبلت وسلّمت فلم يرد عليها السلام، فقالت: أما والله لولا بن بلال ما جيت، الله الله يامير المؤمنين تعدّى ابنيه الواحد (١٥٩) قتل الآخر فأردت قتل الآخر، وهو الولىّ. وقد عفا، فاعف عنه عفا الله عنك. قال: إنى أكره أن أعوّد الناس هذه العادة. فقالت: أنشدك الله يامير المؤمنين، فقد عرفت مكانه من أمير المؤمنين معوية ومن أمير المؤمنين يزيد، وهو ببابى. فلم تزل به حتى أخذت رجله فقبّلتها. فقال: هو لك، ولم يبرحا حتى اصطلحا.
ثم راح عمر بن بلال إلى عبد الملك فقال: يامير المؤمنين، كيف رأيت؟ قال: رينا أثرك فحمد. . .، فهات حاجتك. قال: مزرعة بعيرتها وما فيها، وألف دينار وفرايض لول [دى] القاتل. قال: فضحك عبد الملك وأمر له بذلك. ثم اندفع يتمثل شعرا <من الطويل>:
وإنّى لأرعى قومها من جلالها ... وإن أظهروا غثا نصحت لهم جهدى