رأيت المرء تأكله اللّيالى ... كأكل الأرض ساقطة الحديد
وما تجد المنيّة حين تأتى ... على نفس ابن آدم من مزيد
وأعلم أنها ستكرّ حتّى ... توفّى نذرها بأبى الوليد
فقال عبد الملك: ما لك ولذكرى فى شعرك. فقال: والله ما أردتك، يا أمير المؤمنين. فقال: بلى والله، وتوفّى نذرها بأبى الوليد عبد الملك، ويضرب صدره فكأنه كان ناعيا نعى نفسه إليه، فلم يلبث حتى مات من عامه رحمه الله تعالى.
[قيل: لما حضرت عبد الملك الوفاة قال: اشرفوا بى على الغوطة.
فرأى غسالا يلوى ثوبا. فقال: ليتنى كنت غسالا أعيش بما كسبت يدى يوما يوما. فبلغت كلمته لأبى حازم فقال: الحمد لله الذى جعلهم عند الموت يتمنون ما نحن فيه، ولم يجعلنا عند الموت نتمنى ما هم فيه].
ذكر صفته رحمه الله
كان ربعة إلى الطول أقرب منه إلى القصر، أبيض، ليس بالبادن ولا نحيف، مقرون الحاجبين، كبير العينين، مترف الأنف، كثير الشعر، مفتوح الفم، مشبك الأسنان بالذهب، خضب ثم ترك.
ولد يوم جلس عثمان بن عفان للخلافة فى سنة أربع وعشرين، والله أعلم. [فى أيامه حولت الدواوين إلى العربية].
(٤ - ٥) ما أردتك: فى الأغانى ١٣/ ٣١: «فإنّما عنيت نفسى-وكان أرطاة يكنى أبا الوليد-»
(١٦) ولد. . . عشرين: وفقا لزامبور، كتاب الأنساب ٣، تولى عثمان فى ذى الحجة سنة ٢٣؛ وفقا لجب، مقالة «عبد الملك بن مروان» ٧٦، ولد باتفاق التواريخ فى سنة ٢٦