بويع بالخلافة النصف من شوال سنة ست وثمانين بعهد من كان من قبل. وقيل: بل فى هذا التاريخ كان أول بيعته على عادة اختلاف الرواة، وكان شديد السطوة لا يتوقف إذا غضب، وكانت خلافته تسع سنين وتسعة أشهر، وقيل سبعة أشهر ويوما، ومات الحجاج فى خلافته بواسط فى شهر رمضان سنة خمس وتسعين.
والوليد أول خليفة تعاظم فى نفسه وقام بذلك خطيبا على منبره فقال: إنكم كنتم تقولون لمن كان قبلى أقوالا كثيرة، وتدعوهم بأسمايهم وتقولون: يا معوية يا يزيد يا عبد الملك، وأنا أعطى الله عهدا يأخذنى. . .، لين قال قايل لى بمثل ذلك أتلفت نفسه. فنهظ إليه يوما رجل من فزارة فقال: اتّق الله يا وليد فإنّ العظمة لله عز وجل. فأمر به فوطئ تحت الأرجل حتى مات، فاتّعظ الناس وهابوه.
وكان مغرا بحب البناء والتشييد وعمارة الضياع والمصانع وا [لأسواق] والقصور. وكان الناس فى أيامه ملتهون فى مثل ذلك. وبنا مسجد سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبنا مسجد دمشق المعروف ببنى أميّة الذى
(٥) تسعة. . . يوما: فى تاريخ القضاعى، ص ١٣٩:«ثمانية أشهر»؛ فى مروج الذهب ٣/رقم ٢١١٣:«ثمانية أشهر وليلتين»